السبت، 10 أغسطس 2013

دعوة إلى التنقل والترحال ... للإمام الشافعى -رحمه الله-


دعوة إلى التنقل والترحال 
للإمام الشافعى
 

ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب
من راحة فدع الأوطان واغتـرب

سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه
وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب

إني رأيت ركـود الـماء يفســده 
إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب

والأسد لولا فراق الغاب ما افترست
والسهم لولا فراق القوس لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلك دائمة 
لملَّها الناس من عجم ومن عـرب

والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه 
والعود في أرضه نوع من الحطب

فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه 
وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب

دعوة إلى التنقل والترحال  ... للإمام الشافعى -رحمه الله-

الجمعة، 9 أغسطس 2013

رسائل ما بعد رمضان ....د. بدر عبد الحميد هميسه

 رسائل ما بعد رمضان

د. بدر عبد الحميد هميسه

بسم الله الرحمن الرحيم

(1) الرسالة الأولى : \" إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ \"
أيها الأحبة الأفاضل الأكارم ها هو شهر رمضان قد ودعنا وصعد إلى الله تعالى بأعمالنا , وقد سبق فيه من سبق , وفاز فيه من فاز , وخسر فيه من خسر , فمن المقبول فنهنيه ومن الخاسر فنعزيه ؟ , فالله تبارك وتعالى لا يتقبل إلا من المتقين المخلصين, قال تعالى: \" { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (27) سورة المائدة.
وعَنْ شَدَّادٍ أَبِى عَمَّارٍ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلاً غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ شَىْءَ لَهُ فَأَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ شَىْءَ لَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِىَ بِهِ وَجْهُهُ. أخرجه النسائي 6/25 وفي \"الكبرى\" 4333 .
وعَنْ ثَوْبَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ: \" لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي ، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا ، فَيَجْعَلُهَا اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ. قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا\". أخرجه ابن ماجة (4245) الألباني في \"السلسلة الصحيحة\" 2 / 18, وانظر حديث رقم : 5028 في صحيح الجامع .
وأثر عن علي رضي الله عنه:\"كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز وجل يقول \"إنما يتقبل الله من المتقين\" (المائدة /27).
خرج عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في يوم عيد الفطر فقال في خطبته: أيُّها الناس صُمتمْ للهِ ثلاثينَ يوماً ، وقُمتمْ ثلاثينَ ليلةً ، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أنْ يَتَقبَّلَ منكم ما كان ! .
وكان بعضُ السلفِ يَظْهَرُ عليه الحزنُ يومَ عيدِ الفطرِ ، فيُقَالَ له : إنَّه يومُ فرحٍ وسرور ، فيقول : صَدَقْتُمْ ؛ ولكني عبدٌ أمرني مولاي أنْ أعملَ لَهُ عملاً ، فلا أَدْرِي أَيْقبَلُهُ مِنِّي أَمْ لا ؟.
غدا توفى النفوس ما كسبت * * * و يحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم * * * و إن أساءوا فبئس ما صنعوا
قال ابنُ رجب رحمه الله : لقد كان السلفُ رحمهم الله يَدْعُون الله ستةَ أشهرٍ أنْ يُبلّغهم شهرَ رمضان ، ثم يَدْعُون الله ستةَ أشهرٍ أنْ يَتقبَّله منهم .
( 2 ) الرسالة الثانية : \" وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ\":

إن من أعظم الجرم , وإن من أكبر الخسران أن يعود المرء بعد الغنيمة خاسراً وأن يبدد المكاسب التي يسرها الله عز وجل في هذا الشهر الكريم ، وأن يرتد بعد الإقبال مدبراً وبعد المسارعة إلى الخيرات مهاجراً وبعد عمران المساجد بالتلاوات والطاعات معرضاً ؛ فإن هذه الأمور لتدل على أن القلوب لم تحيا حياة كاملة بالإيمان ولم تستنر نورها التام بالقرآن , وأن النفوس لم تذق حلاوة الطاعة ولا المناجاة , وأن الإيمان ما يزال في النفوس ضعيفاً وأن التعلق بالله عز وجل لا يزال واهناً لأننا أيها الإخوة على مدى شهر كامل دورة تدريبية على الطاعة والمسارعة إلى الخيرات والحرص على الطاعات ودوام الذكر والتلاوة, ومواصلة الدعاء والتضرع والابتهال والمسابقة في الإنفاق والبذل والإحسان ثم ينكس المرء بعد ذلك على عقبه .
فاحذر أيها – الحبيب - من العودة إلى المعاصي وإلى الغفلة والانتكاسة بعد الهداية , والاعوجاج بعد الاستقامة, يقول تعالى : \" وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) سورة المائدة .
يا شهر مفترض الصوم الذي خلصت* * *فيه الضمائر والإخلاص للعمل
أرمضت يا رمضان السيئات لنا* * *بشر بنا للتقى علا على نهل
ولقد قال الله تعالى واصفاً حال بعض الناس في العبادة : \" ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) سورة الحج .
قال السعدي رحمه الله في تفسيره : أي: ومن الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه، إما خوفا، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن، { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ } أي: إن استمر رزقه رغدا، ولم يحصل له من المكاره شيء، اطمأن بذلك الخير، لا بإيمانه. فهذا، ربما أن الله يعافيه، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه، { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } من حصول مكروه، أو زوال محبوب { انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } أي: ارتد عن دينه، { خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ } أما في الدنيا، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأسا لماله، وعوضا عما يظن إدراكه، فخاب سعيه، ولم يحصل له إلا ما قسم له، وأما الآخرة، فظاهر، حرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض، واستحق النار، { ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } أي: الواضح البين. فهذا حال المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت انقلب، ولا يقيم على العبادة إلا لما صَلَح من دنياه. وإذا أصابته شدّة أو فتنة أو اختبار أو ضيق، ترك دينه ورجع إلى الكفر. تفسير السعدي 534 .
فلا تكن كعبد السوء إن أعطي رضي وإن منع قنط وسخط , بل وطن نفسك مع الصادقين المخلصين .
ولا تجعل نفسك في زمرة هؤلاء المنتكسين , الذين بدلوا نعمة الله كفرا , وأحلوا النقم مكان النعم .

( 3 ) الرسالة الثالثة : \" أحب الأعمال إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ\":

الله تعالى بحكته ورحمته لم يكلف الناس من العبادات والطاعات والتشريعات ما لا يطيقون , بل كلفهم بما يستطيعونه ويقدرون عليه , قال تعالى : \" لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (286) عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ؛ أنَهَا قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحَبُّ إلى اللَّهِ ؟ قَالَ : أدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ . وَقَالَ : اكْلُفُوا مِنَ الأعمال مَا تُطِيقُونَ. أخرجه أحمد 6/176 والبخاري 8/122 و\"مسلم\" 2/189.
إن الكثير منا ليشعر بالتقصير ويؤنبه ضميره دائما لتقصيره في العبادات والتقرب من الله الطاعات فتأتيه مشاعر صادقة بعد موجة الندم تلك فنجده قد التزم بالأعمال الصالحة الكثيرة , فهو قد ألزم نفسه بالصوم المتواصل والقيام الدائم والذكر الكثير , حتى إنه يملاْ أيامه الأولى كلها بتلك الأعمال الصالحة ،،ولكنه وللأسف ما إن يمضي بعض الوقت إلا ونجده قد خفت همته وبدأ حماسه يقل ,وهذه آفة قد تعتري البعض منا ,, فما يأتي فجأة يذهب فجأة كما قيل،وهنا يقال لا ينبغي لمن كان يعمل صالحاً أن يتركه؛وليحرص على مداومته لتلك الأعمال الصالحة ولو كانت تلك الأعمال قليلة , فقليل دائم خير من كثير منقطع .
عن عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ:قَالَ لِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَا عَبْدَ اللهِ ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ. ( متفق عليه ) .
إن المسلم الحق هو الذي يستغل مواسم الطاعات , وفترات إقبال العبادات , قال تعالى : \" وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) سورة إبراهيم .
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : الْتَمِسُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ ، فَإِنَّ لِلَّهِ نفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ. قال الألباني في \" السلسلة الصحيحة \" 4 / 511 :رواه الطبراني في \" الكبير \" ( رقم - 720 ) .
فالإيمان يزيد وينقص , يزيد بالطاعات وينتقص بالمعاصي والسيئات , فلا يمكن لٌيمان أن يسير على وتيرة واحدة بل لا بد من الزيادة والنقصان , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو . قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رِجَالٌ ، يَجْتَهِدُونَ فِي الْعِبَادَةِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا . فَقَالَ : تِلْكَ ضَرَاوَةُ الإِسْلاَمِ وَشِرَّتُهُ ، وَلكُلِّ ضَرَاوَةٍ شِرَّةٌ ، وَلكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى اقْتِصَادٍ وَسُنَّةٍ ، فَلأُمٍّ مَا هُوَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْمَعَاصِي ، فَذَلِكَ الْهَالِكُ.أخرجه أحمد2/165(6539).
والعاقل هو من يستغل فترة زيادة الإيمان , كان علي رضي الله عنه يقول : \" إن للقلوب إقبالا وإدبارا ، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل ، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض .

والمداومة على الخير وإن كان قليلاً أفضل عند الله تعالى من تركه بالكلية , فلرب شق تمرة تنقذ صاحبها من غضب الجبار , ومن دخول النار , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ:مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ ، فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ ، فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ ، فَاتَّقُوا النَّارَ ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.أخرجه \"البُخَارِي\"8/14(6023) و\"مسلم\" 3/86(2312) .
أيها الحبيب , لربما يوفق الله تعالى عبداً من خلقه إلى عمل من أعمال الخير يداوم عليه , ثم يقبضه وهو مقيم على هذا العمل الصالح فيدخل به الجنة , عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ ، قِيلَ : وَمَا اسْتَعْمَلُهُ ؟ قَالَ : يُفْتَحُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ ، حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ. أخرجه أحمد 5/224(22295) . وعَبْد بن حُمَيْد (481).

وأخيراً – أيها الغالي الحبيب - قل لنفسك :
لا تقل من أين ابدأ؟ * * * طاعة الله البداية
لا تقل أين طريقي؟ * * * شرعة الله الهداية
لا تقل أين نعيمي؟ * * * جنة الله الكفاية
لا تقل في الغد ابدأ * * * ربما تأتي النهاية

اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي , اللهم أعنا على ذكرك 
وشكرك , وحسن عبادتك . 


رسائل ما بعد رمضان ....د. بدر عبد الحميد هميسه

الأربعاء، 7 أغسطس 2013

ما أجمل العيد بدون الطغاة ............. الشيخ الدكتور عائض القرنى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال أقدم لكم رائعة من روائع الشيخ الدكتور عائض القرنى قصيدة " ما أجمل العيد بدون الطغاة " 

قصيدة  " ما أجمل العيد بدون الطغاة "

 العيد حل وقد قامت له العرب
والبشر أقبل والأفراح والطربُ
غابت وجوهٌ أراد الله ذلّتها
كما تحطّمت الأصنام والنصبُ
مباركٌ كُبّلت في السجن قامَتَه
وزين تونس أفنى عمرَه الهربُ
أما معمّر فالأبطـــــال تطلبه
كأنه الفأر غطّى رأسَه الذنبُ
والشّام تنصب للسفاح مشنقةً
بشرى لبشار فالساعات تقتربُ
وصالحٌ أُحرقت بالنار طلعته
والشعبُ زمجر والتأريخ يلتهبُ
ما أجمل العيد من غير الطغاة
وما ألذّ أن تبصر الجلاّد ينتحبُ



ما أجمل العيد بدون الطغاة ............. الشيخ الدكتور عائض القرنى

السبت، 3 أغسطس 2013

قصيدة الحض على الترحال للشافعى

بسم الله الرجمن الرحيم والصلاة والسلام على أفضل رسل الله أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما زلنا مع الإمام الشافعى إمام أهل السنة جزاه الله عنا خيرا ورحمه رحمة واسعة ومع واحدة من أجمل قصائده وهى : 

قصيدة : الحض على الترحال 

ما في المقامِ لذي عقلٍ و ذي أدبِ
منْ راحةٍ فدعِ الأوطانَ و اغتربِ
سافرْ تجدْ عوضاً عمنْ تفارقهُ
وانصبْ فإنَّ لذيذَ العيشِ في النصبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماءِ يفسدهُ
إنْ ساحَ طابَ و إنْ لمْ يجرِلمْ يطبِ
و الأسدُ لولا فراقُ الأرضِ ما افترستْ
والسهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصبِ
والشمسُ لوْ وقفتْ في الفلكِ دائمةً
لملمها الناسُ منْ عجمٍ و منْ عربِ
و التبرُ كالتربِ ملقىً في أماكنهِ
والعودُ في أرضهِ نوعٌ منَ الحطبِ
فإنْ تغربَ هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تغرَّبَ ذاكَ عزَّ كالذهبِ
قصيدة الحض على الترحال للشافعى

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

من أجمل قصائد الإمام الشافعى رحمه الله .... دَعِ الأَيَّـامَ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد :
نعيش سويا مع الإمام الشافعي رحمه الله الذي ملأ الدنيا بعلمه وكان بحق إمام عصره فالقصيدة التي بين أيدينا هى حقا من أجمل قصائد الإمام الشافعي رحمه الله


قصيدة .... دَعِ الأَيَّـامَ



دَعِ الأَيَّـامَ تَفْعَـلُ مَا تَشَـاءُ
وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَـاءُ
وَلا تَـجْزَعْ لِحَـادِثَةِ اللَّيَالِـي
فَمَا لِحَـوَادِثِ الدُّنْيَـا بَقَـاءُ
وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً
وَشِيمَتُـكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَـاءُ
وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَـرَايَا
وَسَرّكَ أَنْ يَكُـونَ لَهَا غِطَـاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَـاءِ فَكُلُّ عَيْـبٍ
يُغَطِّيـهِ كَمَا قِيـلَ السَّخَـاءُ
وَلا تُـرِ لِلأَعَـادِي قَـطُّ ذُلاً
فَإِنَّ شَـمَاتَةَ الأَعْـدَاءِ بَـلاءُ
وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَـخِيلٍ
فَمَا فِي النَّـارِ لِلظَّمْـآنِ مَـاءُ
وَرِزْقُـكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّـي
وَلَيْسَ يَـزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَـاءُ
وَلا حُـزْنٌ يَدُومُ وَلا سُـرُورٌ
وَلا بُـؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَـاءُ
إِذَا مَا كُنْـتَ ذَا قَلْبٍ قَنُـوعٍ
فَأَنْـتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَـوَاءُ
وَمَنْ نَزَلَـتْ بِسَـاحَتِهِ المَنَـايَا
فَـلا أَرْضٌ تَقِيـهِ وَلا سَـمَاءُ
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِـعَـةٌ وَلكِـنْ
إِذَا نَزَلَ القَضَـا ضَاقَ الفَضَـاءُ
دَعِ الأَيَّـامَ تَغْـدِرُ كُلَّ حِيـنٍ
فَمَا يُغْنِـي عَنِ المَوْتِ الـدَّوَاءُ
من أجمل قصائد الإمام الشافعى رحمه الله .... دَعِ الأَيَّـامَ

مناجاة رائعة لأمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه


مناجاة لأمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه بعنوان .. قريح القلب ..
اترككم مع هذه الأبيات الرائعة لزوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم 
 
 
قريح  القلبِ من وجَعِ الذنوب
 

نحيلُ الجسم يَشْهَقُ بالنحيب
 
أضرَّ بجسمه سَهَرُ الليالي
 

فصارَ الجسمُ منه كالقضيبِ
 
وَغيِّرَ لونَهُ خوفٌ شديدٌ
 

لِمَا يلقاهُ من طول الكروبِ
 
ينادِي بالتضرعِ يا إِلهي
 

أقِلْني عثرتي واسْتُرْ عُيوبي
 
فزعتُ إلى الخلائقِ مستغيثاً
 

فلم أَرَ في الخلائقِ من مجيبِ
 
وأنتَ تجيبُ من يدعوكَ ربِّي
 

وتكشفُ ضرَّ عبدِكَ يا حبيبي
 
ودائي باطنٌ ولديك طِبٌّ
 

ومَنْ لي مثلَ طبِّكَ يا طبيبي
 


مناجاة رائعة لأمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه













 


من أجمل ما قال عنترة بن شداد ..... إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعدي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد :
أقدم لكم هذه القصيدة الممتعة للشاعر القدير عنترة بن شداد العبسى وهى بعنوان "إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعدي"
أرجوا أن تنال إعجابكم


إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعدي طَفا بَردُها حَـرَّ الصَّبَابَـةِ وَالوَجـدِ

وَذَكَّرَنِـي قَومـاً حَفِظـتُ عُهودَهُـم فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهـدي

وَلَـولا فَتـاةٌ فِـي الخِيـامِ مُقيمَـةٌ لَمَا اختَرتُ قُربَ الدَّارِ يَوماً عَلى البُعدِ

مُهَفهَفَـةٌ وَالسِّحـرُ مِـن لَحَظاتِهـا إِذا كَلَّمَت مَيتـاً يَقـومُ مِـنَ اللَّحـدِ

أَشارَت إِلَيها الشَّمسُ عِندَ غُروبِهـا تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُّجَى فَاطلِعِي بَعـدي

وَقالَ لَها البَدرُ المُنيـرُ أَلا اسفِـري فَإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِـي السَّعـدِ

فَوَلَّـت حَيـاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَهـا وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ

وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِهـا كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَـفِ الحَـدِّ

تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَـدٌ وَمِـن عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ فِـي الغِمـدِ

مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَـةُ الحَشـا مُنَعَّمَـةُ الأَطـرافِ مائِسَـةُ الـقَـدِّ

يَبيتُ فُتاتُ المِسـكِ تَحـتَ لِثامِهـا فَيَـزدادُ مِـن أَنفاسِهـا أَرَجُ الـنَـدِّ

وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِهـا فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجَى شَعرِها الجَعـدِ

وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّـمَـت مُديرُ مُدامٍ يَمـزُجُ الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ

شَكا نَحرُهـا مِـن عَقدِهـا مُتَظَلِّمـاً فَواحَرَبا مِـن ذَلِـكَ النَّحـرِ وَالعِقـدِ

فَهَل تَسمَحُ الأَيّـامُ يـا ابنَـةَ مالِـكٍ بِوَصلٍ يُدَاوي القَلبَ مِن أَلَـمِ الصَّـدِّ

سَأَحلُمُ عَن قَومي وَلَو سَفَكوا دَمـي وَأَجرَعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ المَلا وَحدي

وَحَقِّـكِ أَشجانِـي التَباعُـدُ بَعدَكُـم فَهَل أَنتُمُ أَشجاكُمُ البُعدُ مِـن بَعـدي

حَذِرتُ مِـنَ البَيـنِ المُفَـرِّقِ بَينَنـا وَقَد كانَ ظَنِّـي لا أُفارِقُكُـم جَهـدي

فَإِن عايَنَت عَينِي المَطايـا وَرَكبُهـا فَرَشتُ لَدى أَخفافِها صَفحَـةَ الخَـدِّ



من أجمل ما قال عنترة بن شداد  ..... إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعدي
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
- See more at: http://www.pro3net.com/2013/07/blog-post_20.html#sthash.OTn1uT7L.dpuf