السبت، 27 يوليو 2013

س: هل ما قاله القرطبي: إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة ثم أنزلها إلى الأرض، كما قيل في قوله تعالى: وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد {الحديد : 25} فإن آدم لما هبط إلى الأرض أنزل معه الحديد ـ قطعي الثبوت، قطعي الصحة وعليه الإجماع، خصوصا نزول الأنعام؟.


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القرطبي لم يذكر هذا الكلام في تفسيره على سبيل الجزم به والقطع بصحته، وإنما ذكره على أنه قول من الأقوال، ولذا عبر بلفظ: وقيل ـ وقدم عليه أقوالا أخرى، وهذا يدل على عدم الإجماع عليه، فقد قال في تفسيره: وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ـ أخبر عن الأزواج بالنزول، لأنها تكونت بالنبات، والنبات بالماء المنزل، وهذا يسمى التدريج، ومثله قوله تعالى: قد أنزلنا عليكم لباسا {الأعراف: 26} الآية، وقيل: أنزل أنشأ وجعل، وقال سعيد بن جبير: خلق، وقيل: إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة، ثم أنزلها إلى الأرض، كما قيل في قوله تعالى: وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد {الحديد: 25} فإن آدم لما هبط إلى الأرض أنزل معه الحديد، وقيل: وأنزل لكم من الأنعام ـ أي أعطاكم، وقيل: جعل الخلق إنزالا، لأن الخلق إنما يكون بأمر ينزل من السماء، فالمعنى: خلق لكم كذا بأمره النازل. اهـ.

والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
- See more at: http://www.pro3net.com/2013/07/blog-post_20.html#sthash.OTn1uT7L.dpuf